بعد الهجرة من سيناء عام 1967 نتيجة الحرب الاسرائيلية المصرية استقر بنا الحال في محافظة البحيرة في منطقة أراضي جديدة موضوع لها البنية الأساسية من بيوت شعبية وترع وخطوط امداد مياه وكهرباء.. هذة المنطقة كانت مهجورة وهي تسمي بالقطاع الجنوبي لمديرية التحرير , وعاصمتها مركز بدر , وكانت تتكون من عدة قري كل قرية تبعد عن الأخري بكيلوين متر .. أكثر من ثلاثين قرية فارغة ومهجورة . وكأن قدرها مرتبط بمهاجري سيناء. في شهور معدودة أصبحت منطقة التحرير مأهولة بالسكان ودبت فيها حركة الحياة من تجارة وزراعة ومواصلات .. وكأن هذة البلاد مسكونة منذ مئات السنين.. سبحان من يحيي العظام وهي رميم.
جمعتني الهجرة مع والدتي وسكنا في بيت مشترك غرفتين وصالة .. وأنهيت مرحلة التعليم المتوسط وانتقلت الي دمنهور العاصمة حيث لايوجد مدارس تعليم ثانوي الا في المدينة الأم.
كانت لنا تسهيلات كثيرة ولا تحصي تقديرا لظروفنا كتوفير السكن المجاني والمعاش الاستثنائي من وزارة الشئون الاجتماعية ومكافأة خاصة بالتعليم من مقر محافظة سيناء كانت ترسل حوالة شهرية بمبلغ 1 جنية واحد اضافة الي الثلاث جنيهات من الشئون الاجتماعية اضافة الي الاعفاء من كافة الرسوم المدرسية اضافة الي سكن مجاني في بيت الطلبة مع تقديم وجبات الأكل .
أنا من طبعي الاسراف بمسمي من حولي .. ولكني لا أعتقد ذلك اسرافا .. فقد كنت أستأجر سكنا خاصا خارج بيت الطلبة تجنبا لقوانينه وتعليماته الصارمة والتي تحد من الحرية. وأيضا حتي لايفرض عليك مايقدمونه لك من طعام لايجبرك عليه غير الجوع والفلس.
استأجرت غرفة في منزل أسرة بجوار المدرسة وكان لقائي الأول بين نقيضين كانت كالموج الكاسح الذي يسقط كل من يواجهه بنظراتها ولمحاتها ومداعباتها وأنا مازلت ابن البادية الذي يري التحدث مع انثي غريبة عنه لا بد وأن يكون له بروتوكول خاص .. وكأنها شعرت بذلك ,اصرت علي أن تنتصر وأن ترميني بجميع أسلحتها حتي سقطت أسيرا بين يديها.
عرفت الحب علي يديها لمدة سنتين حتي وضحت الرؤيا أمام أهلها وخاصة أمها التي أعطتني تصريحا بمعاقبتها اذا خالفتها. وبدأنا نحلم بمستقبل مشرق يجمعنا في بيت واحد ومستقبل واحد ونحن في المرحلة الأخيرة من الدبلوم.
أنتهت مرحلة الدراسة وطلبت من والدتي أن تساعدني علي الزواج منها ورفضت بشدة واصرار
وخطبت لي زوجتي الأولي حتي تقفل أبواب الرجعة حتي ولو مجرد التفكير بمن أردت.
لا أعرف لماذا استسلمت لرغبات أمي وكان موضوع خطبتي من زوجتي الأولي حجب عني أي أتصال بمحبوبتي وكان شعوري بخيانة العهد ظل يلازمني الي اليوم.
منذ عام 1971 الي اليوم تذوجت أربع مرات ولكن ماذال صوتها ونظراتها ومداعباتها في ذاكرتي
لا أستطيع نسيانها .
أرجو من الله أن تكون بخير وعافية وأن تكون سعيدة مع عائلتها ,ارجو من الله أن أراها ولو مرة واحدة
علي الدنيا لأطلب منها أن تسامحني .